للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١) (٢٢) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٢٣) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (٢٥) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ (٢) لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٣)}.

[القضاء على الفتنة]

وبذلك انتهى حديث الإفك وبطل مفعوله المدمر فقضى على تلك الفتنة الاجتماعية التي كادت تذهب بوحدة المسلمين، بل وتثير بينهم حربًا أهلية طاحنة، فتزلزل بنيان هذا الدين الوليد.


(١) نزلت هذه الآية {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} في أبي بكر الصديق الذي كان ينفق على مسطح بن أثاثة لأنه قريبة، ثم امتنع عن الإنفاق عليه، وآلى على نفسه أن لا ينفع مسطحًا لأنه ممن خاضوا في حديث الإفك، بل ممن أدينوا، وأقيم عليهم الحد (ثمانين جلده) وكان مسطح من فقراء المهاجرين ولكنه انزلق مع المنزلقين، وقد ذكر القرآن الصديق أنه من الخير الصفح عن مسطح والاستمرار في الإنفاق عليه ففعل الصديق الأكبر، وواصل الإنفاق على مسطح بالرغم مما حدث.
(٢) وهذه الكلمة {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} خاصة بأم المؤمنين عائشة التي رميت بما هي منه بريئة.
(٣) النور آية ١١ إلى آية ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>