للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (١) (١٢) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٣) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٤) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (١٥) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (١٦) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٨) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (١٩) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (٢٠) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا


= أن هذا المنافق (وكان ضمن الجيش) لما رأى صفوان بن المعطل يمر بهودج أم المؤمنين، (قال في ملإ من قومه الخزرج): من هذه؟ فقالوا عائشة - رضي الله عنها - .. فقال المجرم: والله ما نجت منه ولا نجا منها، وقال: امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت، ثم جاء يقودها. وهي قولة شنعاء نجح رأس النفاق إلى حد بعيد في الترويج لها، وكادت تصيب من المجتمع الإسلامي كله مقتلًا لولا أن الله كان من وراء هذا المنافق وعصابته المجرمة محيطًا، فحفظ دينه وعصم رسوله ورعى أمته، ففضح هذا المنافق وحزبه في قرآن يتلى أبد الآبدين.
(١) هذه الآية تعنى أبا أيوب الأنصاري وزوجته -رضي الله عنهما-، فقد روى الإمام محمد بن إسحاق: أن أبا أيوب - خالد بن زيد - قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال نعم، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله ما كنت لأفعله، قال فعائشة خير منك، وفي تفسير الإمام الزمخشرى (الكشاف): أن أبا أيوب الأنصاري قال لأم أيوب: ألا ترين ما يقال فقالت: لو كنت بدل صفوان أكنت تظن بحرمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواءًا؟ قال: لا. قالت ولو كنت أنا بدل عائشة، ما خنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعائشة خير منى وصفوان خير منك، فذلك الذي عنى الله تعالى بقوله {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ} الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>