فقد كان رجالها يتتبعون حركات الوفد اليهودى منذ فصل من خيبر في اتجاه مكة، وكانت على علم تام بكل ما يجرى بين الوفد اليهودى وبين قريش (أولًا) ثم غطفان ثانيًا.
فكان رجال هذه الاستخبارات يبعثون بمعلوماتهم الخطيرة عن مفاوضات الأحزاب، أولًا بأول.
فظل المسلمون على غاية من الحذر والترقب ينتظرون النتائج النهاية للمساعى التي كان يقوم بها وفد خبير لدى تلك القبائل العربية المعادية للمسلمين.
وبمجرد حصول الوفد اليهودى على موافقة قريش وغطفان على إنشاء الإتحاد العسكري الثلاثى المؤلف من اليهود وغطفان وقريش تلقت المدينة من رجال استخباراتها هذا النبأ الخطير، كما تلقت المدينة بعد ذلك من رجال استخبارات جيشها ما يجب أن تحصل عليه من معلومات دقيقة عن مبلغ قوة جيوش الأحزاب وعدد جنوده وأسماء قادته ومتى سيكون ميعاد تحركه نحو المدينة.
وفور حصول المدينة على هذه المعلومات عن العدو، شرع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في اتخاذ الإجراءات الفورية الدفاعية اللازمة، ودعا إلى اجتماع عاجل حضره كبار قادة جيشه من المهاجرين والأنصار، بحث فيه معهم هذا الموقف الخطير الناجم عن مساعى اليهود الخبيثة.
[خطة الدفاع عن المدينة]
ولما كانت المعلومات قد أكدت أن الهدف الرئيسى من الغزو هو احتلال المدينة نفسها، فقد دار البحث في مجلس الرسول