النصر، إذ ذهب كل فريق يعمل في سبيل الإيقاع بالمسلمين وتفريق جمعهم وخضد شوكتهم بالطريقة التي يراها كفيلة ببلوغ غايته.
[مكة بعد الهزيمة]
ففي مكة انطوى أَهلها على أنفسهم يندبون قتلاهم ويداوون جراح قلوبهم، بعد أن مرغت الهزيمة كبرياءهم وجدعت أنف غرورهم، ولكنهم مع هذا لم يستكينوا، فبعد أن أفاقوا من هول الصدمة أخذوا يواصلون الاجتماعات، ويعقدون المؤتمرات للنظر في الطريقة التي يغسلون بها عار الهزيمة التي أنزلها المسلمون بهم، والتي لم تزدهم إلا حقدًا على محمد - صلى الله عليه وسلم - وبغضًا للإسلام.
فأَعلنوا التعبئة العامة التي كانت نتيجتها معركة أَحد الرهيبة، كما أَن الهزيمة قد ضاعفت من نقمتهم على المسلمين الذين يعيشون بينهم في مكة، فأَخذوا يشددون على من يدخل الإِسلام من أهل مكة ويضاعفون من اضطهادهم والتنكيل بهم.
فعاش في مكة - آن ذاك - كل مسلم إما مستخفيًا بإسلامه، وإما ذليلًا مستضعفًا، عرضة للتنكيل والإهانة، لأَن الدولة هناك كانت للمشركين.
[الموقف في المدينة بعد المعركة]
أَما في المدينة فقد كان الأمر على العكس تمامًا - من حيث السيطرة فقد أَصبحت سلطة المسلمين - بعد معركة بدر - هي النافذة، مما