للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الدرجة الأُولى بالنسبة لجميع سكان الجزيرة، ما أَعطاها مركزًا ممتازًا بين جميع قبائل العرب في كل هذه الميادين.

ولهذا كان حقد قريش على محمد وبغضهم للإسلام قائمًا على بواعث عقائدية وسياسية في الدرجة الأُولي , ومن هنا صاروا أَشد سكان الجزيرة حرصًا على القضاء على محمد وقتل دعوته.

[إحاطة الأخطار بالمسلمين]

وهكذا وجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه أَنفسهم, بعد انتصارهم في بدر وسط دائرة من الأَخطار تحيط بهم من كل جانب.

فهم وإن كان انتصارهم في بدر قد عزز مركزهم في المدينة أَكثر من أَى وقت مضى، حيث أَصبحت وما حواليها خاضعة لنفوذهم، إلا أَنهم أَصبحوا أَكثر من ذي قبل عرضة لشتى الدسائس والمؤامرات والاستفزازات والتحرشات العلنية من الوثنيين واليهود، الذين أَدركوا بعد معركة بدر - أَنهم أَمام قوة خطيرة تهدد نفوذهم وسلطانهم.

[مؤامرة لاغتيال النبي]

وبينما كان النبي وصحبه يتعرضون في المدينة وما حولها لشتي التحرشات والدسائس والاستفزازات كانت مكة ضدهم تغلى كالمرجل، تهدد وتتوعد حيث أَعلنت التعبئة العامة لغسل عار الهزيمة (بغزو محمد - صلى الله عليه وسلم - في عقر داره).

بل لقد بلغ الغيظ والحقد إلى أَبعد من هذا، فقد قررت مكة

<<  <  ج: ص:  >  >>