للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد أَن أَمر الله تعالى نبيّه بأَن يمنع المخلفين من الأَعراب عن الحديبية من المشاركة في غزو خيبر , وأَن لا يسمح بالاشتراك في غزو خيبر إِلا للذين استجابوا له وخرجوا معه إِلى الحديبية على ما في ذلك الخروج من مخاطرة - أَمره أَن يدعو هؤلاءِ الأَعراب المخلفين بأَن في الجهاد، فقال تعالى: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا - وإِن تتولوا كما توليتم من قبل - أَي أَيام الحديبية التي تثاقلتم وتخلفتم عنها - يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (١).

وفي هذه الآية الكريمة تصريح بأَن معارك عنيفة ستدور (بعد خيبر) بين المسلمين وبين أَقوام شہداد البأْس ... وقال حدثت هذه المعارك الرهيبة في حُنين واليمامة وفارس والروم وقد فاز فوزًا عظيمًا من خاضها من المسلمين إيمانًا واحتسابًا.

[فضل أصحاب الشجرة]

لا شك أَن الصحابة الذين رافقوا النبي - صلى الله عليه وسلم - في رحلته التاريخية هذه قد أَثبتوا بفعلهم هذا أَنهم على أَعلى مستويات الإِيمان واليقين، وأَنهم أَصحاب إِيمان لا تشوبه أَية شائبة، وأَنهم على درجة من الشجاعة لم يبالغها غيرهم ممن يعاصرهم.

ذلك أَنهم رافقوا نبيّهم في هذه الرحلة وهم على يقين بأَنهم سيلاقون متاعب شديدة ومصاعب عديدة، وأَن رحلتهم هذه قد تقودهم إلى


(١) سورة الفتح الآية ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>