للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعائم الإِسلام، وحذَّر القرآن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَن يسمح لهؤلاء المخلفين بالاشتراك في غزوة خيبر، وأَن لا يسمح إلَّا لمن خاطر بحياته واتَّبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وخرج معه إلى الحديبية غير هيّاب ولا وجل.

فقال تعال مبشرًا بفتح خيبر وكاشفًا وقع المنافقين المشركين:

{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ (أي خيبر) (١) وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} (٢).

وقال تعالى مشيرًا إلى الذين سيحاولون (من الذين تخلفوا عن الحديبية) الاشتراك في حملة خيبر من أَجل الحصول على الغنيمة فقط: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} (٣). قال ابن كثير في تفسيره:

هذه الآية خاصة بالأَعراب الذين تخلّفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عمرة الحديبية أَخبر الله فيها نبيّه بأَن هؤلاء المخلَّفين عند ذهاب - المسلمين لفتح خيبر سيسأَلون أَن يخرجوا معهم إلى المغنم وقد تخلفوا عن وقت محاربة الأَعداء ومجالدتهم ومصابرتهم فأَمر الله تعالى رسوله أَن لا يأْذن لهم في ذلك معاقبة لهم من جنس ذنبهم فإن الله تعالى قد وعد أَهل الحديبية بمغانم خيبر وحدهم لا شاركهم فيها غيرهم من الأَعراب المتخلفين فلا يقع ذلك شرعًا ولا قدرًا.


(١) انظر بهجة المحافل ص ٣٢٤.
(٢) سورة الفتح الآية ٢٠.
(٣) سورة الفتح الآية ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>