للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطعام ونسقى الخمر وتعزف لنا القيان (١) وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدًا. فامضوا (٢).

[أول انشقاق في جيش مكة]

وقد كان قصد أبي جھهل من استمرار جيش مكة في زحفه حتى بدر (بالرغم من نجاة العير) أن يكون هذا الزحف بمثابة مناورة عسكرية كبرى تبرز فيها قوة مكة وتتجسد فيها هيبتها أمام قبائل العرب - وخاصة الضاربة بين مكة والمدينة - والتي سيمر بأراضيها هذا الجيش الضخم الذي تشھهد بلاد العرب مثل ضخامته منذ ظهور الإسلام.

[اجعلوا جبنها بي]

ولكن الأخنس بن شريق الثقفي (٣) حليف بني زهرة وقائد قبيلتها في هذا النفير - عارض أبا جهل في رأيه ووقف في الجيش خطيبًا موجها كلامه إلى بني زهرة قائلا:

يا بني زهرة قد نجى الله لكم أموالكم وخلص صاحبكم مخرمة بن نوفل (٤)، وإنما نفرتم لتمنعوه وماله، فاجعلوا بي جبنها وارجعوا


(١) القيان جمع قينة بفتح القاف وسكون الياء، الأمة المغنية، والماشطة.
(٢) البداية والنهاية ج ٣ ص ٢٦٦.
(٣) هو الأخنس بن شريق بن وهب الثقفي حليف بني زهرة، كان سيدًا عاقلا ومطاعًا في قومه، سمى الأخنس، لأنه انخنس، أي انفصل ببنى زهرة من جيش مكة بعد نجاة العير، أسلم عام الفتح. وشهد حنينًا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
(٤) هو مخرمة بن نوفل بن عبد مناف الزهري، كان أحد رجال العير التي نجا بها أبو سفيان. أسلم عام الفتح ومات سنة خمس وخمسين من الهجرة وعمره ١١٥ سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>