على التكتل حوله من جديد مما فوّت على المشركين أثمن فرصة كانت قد سنحت لهم.
[الرسول يشرع في الانسحاب نحو الجبل]
لقد كان هدف الرسول هذه المرة (وبعد أن تجمع الكثير من جنده حوله) الارتداد بجيشه إلى مواقع حصينة في جبل أُحد، لتجنيبهم خطر التطويق والإبادة من جديد.
لا سيما وأن بقاءهم في المكان الذي دارت فيه المعركة يعرضهم لذلك، فهم وإن أبدوا بطولة نادرة في الاحتفاظ بمواقعهم حول نبيهم, وحمايته من هجمات المشركين السريعة الخاطفة، إلا أنهم مهددون (مع نبيهم) بالتطويق من جديد، وخاصة إذا تجمعت حولهم كل القوى القرشية التي كان الكثير منها لم ينضم إلى القوة التي كانت تهاجم الرسول - صلى الله عليه وسلم - والذين تجمعوا حوله وهذا هو الذي جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يسارع بالانسحاب نحو الجبل، بعد أن تجمع حوله من أصحابه قوة كانت كافية لحماية النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه أثناء هذا الانسحاب.
[نجاح الانسحاب وإشاعة مقتل النبي]
ومما ساعد في تسهيل انسحاب المسلمين إلى مواقع حصينة في الجبل دونما خسارة تذكر هو أن كثيرًا من المشركين صدّقوا نبأ مصرع النبي الذي أعلنه ابن قمئة الذي قتل مصعب بن عمير فظنه الرسول صلى الله عليه وسلم فنادى لقد قتلت قتلت محمدًا.
فكثير من هؤلاء المشركين (ومنهم القائد العام أبو سفيان) ظنوا أن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد قتل، ولذلك كف الكثير منهم عن القتال ظنًّا منهم أن هزيمة المسلمين كانت ساحقة لا قومة لهم بعدها، فأخلد الكثير منهم إلى الراحة وانشغل البعض بالتمثيل بقتلى المسلمين.