قد خالفهم في هذا الرأي ونصحهم بأن يمضوا في انسحابهم وأن لا يفكروا في العودة بجيشهم لمقاتلة الجيش المدني، لأنه يخشى عليهم أن يصابوا بنكسة كبيرة، حيث قال لهم:
يا قوم لا تفعلوا، فإني أخاف أن يجمع عليكم من تخلف عن الخروج (يعني المسلمين الذين لم يشهدوا أُحد) فارجعوا، والدولة لكم فإني لا آمن إن رجعتم أن تكون الدولة عليكم.
ويظهر أن القائد العام أبا سفيان كان يشاطر صفوان بن أمية رأيه، إلا أنه مال أخيرًا إلى رأي القادة الذين أصروا على العودة بالجيش لمهاجمته المسلمين في المدينة.
[المفاجأة المذهلة]
وبينما قادة الجيش المكي يتداولون الرأي في مؤتمرهم بالروحاء، إذا باستخباراتهم العسكرية تنقل إليهم خبر خروج الجيش المدني لمطاردتهم (بقيادة النبي) - صلى الله عليه وسلم - وأن هذا الجيش قد عسكر بالقرب منهم في حمراء الأسد في تحد سافر.
فأُسقط في أيديهم وخارت عزائمهم وامتلأت نفوسهم رعبًا من المسلمين، وتأكد لديهم أنهم أجبن من أن يخوضوا المعركة مع المسلمين في العراء، فضلًا عن أن يهاجموهم في المدينة.