للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمام هذا الاستفزاز والتحدي، كظم النبي - صلى الله عليه وسلم - غيظه وتركهم، لو بقى المسلمون صابرين، يَنْتظرون ما تتمخض عنه الليالى.

[الشرارة الأولى]

واستبد الطغيان (بيهود بني قينقاع). فاستمروا في غيهم واستهتارهم بالمسلمين وتحرشهم بهم، حتى كانت الشرارة الأُولى التي أشعلوها (سفهًا) فأَحاطوا أَنفسهم بنيران الفتنة التي أَذكوا لهيبها فوضعت حدًّا لطغيانهم وبغيهم وغدرهم.

فقد حدث أَن امرأَة مسلمة قدمت بحليّ لها لتبيعه في سوق بني قينقاع، ولما جلست إلى صائغ هناك اجتمع حولها نفر من اليهود يتحرشون بها، ويجرحون شعورها وأَرادوها على كشف وجهها، فأَبت ذلك. فعمد أَحد الصاغة اليهود إلى عقد طرف ثوبها إلى ظهرها (وهي غافلة) فلما قامت انكشفت سوءتها فضحك اليهود منها وسخروا، فاستغاثت المرأة، وكان أحد المسلمين حاضرًا فوثب على الصائغ اليهودي وقتله، فشدت اليهود على المسلم فقتلوه.

[الحصار ثم التسليم]

وهكذا أشعل بنو قينقاع الشرارة الأُولى، فوقعت الحرب بينهم وبين المسلمين، وقد أَسرع اليهود إلى حصونهم استعدادًا للحرب، واعتصموا فيها، وكان ذلك في منتصف شهر شوال من السنة الثانية للهجرة (أَي بعد معركة بدر بحوالي خمسة وعشرين يومًا).

<<  <  ج: ص:  >  >>