أصحابه (ساعة الصلاة) فرقتين، فرقة أمرها بعدم مباشرة الصلاة وأن تقف في وجه العدو ثم صلّى هو بالفرقة الثانية ركعة، وعند قيامه للركعة الثانية فارقته الفرقة التي كانت تصلى معه وأتمت بقية صلاتها منفردة ثم انسحبت من المصلى ووقفت في وجه العدو محل الفرقة الأولى التي لم تصلّ والتي اتجهت إلى المصلى حيث اقتدت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان في ركعته الثانية فأدت خلفه ركعة، وفي التشهد الأخير من صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - تركته هذه الفرقة جالسًا ينتظرها حتى أتمت بقية صلاتها ثم لحقته في جلوس التشهد إياه فسلم بها، وهذه الكيفية في الصلاة الرباعية التي أمر الإسلام باختصارها ركعتين في السفر دائمًا.
[تحقيق الحملة أغراضها]
وهكذا انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة ذات الرقاع دون أن يلقى حربًا إلا أن حملته العسكرية هذه قد حققت أغراضها كاملة.
وذلك أنه بحركته العسكرية السريعة هذه قد تمكن من تشتيت الحشد الذي قامت به غطفان لغزو المدينة فأرهب تلك القبائل وألقى عليها درسًا بأن المسلمين ليسوا قادرين (فقط) على سحق من تحدثه نفسه بالاقتراب من المدينة بل قادرين على نقل المعركة إلى أرض العدو نفسه وضربه في عقر داره.
وهذا هو الذي جعل قبائل نجد المشركة تتبخر من رووس زعمائها جميعًا فكرة غزو المسلمين في عقر دارهم فلم يجرأوا على غزو المسلمين إلا