للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصدق ومتبعه فقال قيصر: أعرف ذلك ولكن لا أستطيع أن أفعل، إن فعلت ذهب ملكى وقتلنى الروم.

وفي تاريخ الرسل والملوك للطبرى. أن الإِمبراطور هرقل (بعد فشله في إقناع أركان دولته باتباع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -) استدعى مبعوث النبي الخاص دحية الكلبى. وقال له: إننى والله لأعلم أن صاحبك نبي مرسل ولولا أننى أخاف الروم على نفسي لاتبعته، وقد علمت ما حدث منهم عندما دعوتهم إلى اتباعه، ولكن اذهب إلى كبير أساقفتهم (صفاطر) فاذكر له أمر صاحبكم فهو والله أعظم في الروم منى، وأجوز قولًا عندهم منى، فانظر ما يقول لك.

فذهب دحية الكلبى إلى الأسقف إياه. فأخبره بما جاء به من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل، وبما يدعم إليه. فقال (صفاطر): صاحبك والله نبي مرسل، نعرفه بصفته ونجده في كتبنا باسمه.

قال دحية: ثم دخل ونزع ثيابًا كانت عليه سودا، ولبس ثيابًا بيضا، ثم أخذ عصاه فخرج على الروم في الكنيسة فقال يا معشر الروم، قد جاءنا كتاب من أحمد، يدعونا فيه إلى الله عزَّ وجلَّ (وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن أحمد عبده ورسوله).

قال: فوثبوا عليه وثبة رجل واحد، حتى قتلوه. فلما رجع دحية إلى الملك هرقل فأخبره الخبر. قال: قد قلت لك: إنا نخافهم على أنفسنا. فصفاطر - والله - كان أعظم عندهم وأجوز قولًا منى (١).

[هل أسلم الملك هرقل؟]

وذكر بعض أصحاب الحديث والسير أن الإِمبراطور هرقل أسلم (سرًّا) وبقى على إسلامه حتى مات (٢) والله أعلم بحقيقة ذلك.


(١) روى الإمام الطبري هذا الخبر بسنده عن ابن حميد عن سلمة عن محمد بن إسحاق.
(٢) انظر السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>