للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في معركة بدر الذي كان سببًا في تغيير مجرى حياتهم وتدعيم مركزهم السياسي والعسكري والاقتصادي الذي صاروا بعده سادة المنطقة بعد أَن كانوا ضعفاء خائفين لا يأْمنون على أنفسهم، فقال تعالى:

{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

كما طلب من المسلمين عامة، وعسكر بدر (خاصة) أَن يعطوا الطاعة الكاملة دائمًا لله ولرسوله، وأن لا يختلفوا فيما بينهم، فيصيبهم الفشل الذي هو (دائمًا) من لوازم الخلاف، كما طلب منهم الابتعاد دائمًا عن الغرور والرياء والكبر الذي كان سببًا في نكبة جيش مكة الذي قاده غرور وبطر أبي جهل إلى هزيمة نكراء لم تشهد مكة مثلها في تاريخها فقال تعالى:

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (٤٦) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (٤٧) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ أَعْمَالهُمْ وَقَال لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيهِ وَقَال إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

[الفرار من الزحف]

كما أَن القرآن (أيضًا) في هذه السورة حذر المؤمنين من الفرار ساعة اللقاء، وبين لهم في مثلة بأن الهرب ساعة الالتحام بالعدو جريمة وخيانة كبرى جزاء فاعلها جهنم، فقال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>