فعلى إثر رفض الرسول - صلى الله عليه وسلم - عرضهم الأول والثاني عقدوا اجتماعًا خاصًّا , لبحث ما يجب اتخاذه حيال الموقف المتأزم.
وفي هذا الاجتماع اتفق زعماء قريظة على أن يتصلوا بالنبي القائد - صلى الله عليه وسلم - ويطلبوا منه أن يسمح لحليفهم أبي لبابة (١) الأنصاري بأن يأتي إلىهم ليستشيروه في أمرهم.
وكان أبو لبابة حليفًا لبني قريظة , وكانت أمواله وولده في منطقتهم، فكانوا لذلك يعتقدون فيه الإخلاص لهم والعطف عليهم.
وقد سمح النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي لبابة أن يذهب إلى بني قريظة -كما طلبوا- لمقابلتهم, فقد استدعاه وقال له: إذهب إلى حلفائك فإنهم أرسلوا إليك من بين الأوس.
وقد ذهب أبو لبابة إلى بني قريظة، وعندما دخل حصنهم الرئيسى قام النساء والصبيان يبكون في وجهه من شدة الحصار، ويظهر أن اليهود قد دبروا حشر النساء والصبيان ليجهشوا بالبكاء في وجه أبي لبابة للتأثير عليه، وعندما اجتمع زعماء اليهود إلى أبي لبابة شرحوا له ما هم فيه من جهد وهم، وضيق واستشاروه هل من مصلحتهم النزول على حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - دونما قيد أو شرط؟ .
[الصحابي الذي خان الله ورسوله]
وقد ارتكب أبو لبابة رضي الله عنه غلطة كبيرة إعترف هو فيما بعد بأنها خيانة كبرى، فقد رق أبو لبابة عندما رأى النساء والصبيان يبكون