في وجهه، فتغلب عليه العاطفة، فانحرفت به عن جادة الصواب.
وذلك أنه عندما اجتمع بزعماء بني قريظة فبسطوا أمامه مشكلتهم وطلبوا منه التوجيه فيما إذا كان من مصلحتهم النزول على حكم البنى - صلى الله عليه وسلم - والاستسلام له دونما قيد أو شرط، نصحهم (إشارة) بألا يفعلوا، وأفهمهم بأن مصيرهم سيكون الذبح إن هم نزلوا على حكم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولنترك هذا الصحابي الجليل أبا لبابة ليحدثنا عن قصة المنزلق الذي انزلق إليه يوم ذاك.
قال أبو لبابة .. لما أرسلت بنو قريظة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألوه أن يرسلنى إليهم، دعانى وقال .. اذهب إلى حلفائك، فإنهم أرسلوا إليك من بين الأوس (وكان الأوس هم قوم سعد بن معاذ حلفاء بني قريظة)، قال أبو لبابة: فذهبت إليهم فقام إلى كعب بن أسد (سيدهم) فقال:
يا أبا بشير قد عرفت ما بيننا، وقد اشتد علينا الحصار وقد هلكنا، ومحمد لا يفارق حصننا حتى ننزل على حكمه، فلو زال عنا، لحقنا بأرض الشام أو خيبر، ولم نطأ له أرضًا، ولم نكثر عليه جمعًا أبدًا، أما ترى قد اخترناك على غيرك؟ .
ثم استشاره كعب بن أسد قائلًا .. أننزل على حكم محمد؟ .
وهنا زلت بالصحابى الجليل قدمه حيث كان جوابه على استشارة كعب بن أسد قوله:
نعم، -وأشار إلى حلقه- أنه الذبح، يعني أبو لبابة، أن اليهود سيكون مصيرهم الموت، إن هم نزلوا على حكم الرسول - صلى الله عليه وسلم -،