الخندق في مواضع يستطيع رجال الأحزاب ردمها للعبور دون أن يجدوا مقاومة تذكر من المسلمين لأن رجالهم سيكونون قليلين جدًّا بعد الهجوم اليهودى مما يجعل مراقبة الخندق وحراسته حراسة فعالة من الأمور الصعبة، لا سيما وأن الخندق يبلغ طوله حوالي ألفى متر، قد جندت قيادة المدينة كل جيشها (تقريبا) لمراقبته وحراسة مشارفه.
ولقد حدث ما كان المسلمون يتوقعون حدوثه ويخشونه، سواء من ناحية نقض اليهود العهد وانضمامهم إلى جيوش الأحزاب، أو من ناحية انفضاض المنافقين من حول النبي - صلى الله عليه وسلم - وتسللهم من الجيش ساعة الشدة وقيامهم بعمليات الإرجاف والتثبيط وبث روح الهزيمة بين المحاربين المسلمين.
[كيف نقض اليهود العهد]
لقد كانت استخبارات الجيش الإسلامى تراقب مناطق بنى قريظة مراقبة شديدة وتتبع حركاتهم وسكناتهم لتأتى بما يجد من أخبارها إلى النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - أولًا بأول، وذلك لئلا يؤخذ المسلمون على حين غرة.
فقد كانت القيادة الإسلامية في المدينة عند وصول الأحزاب على غاية من الحرج، وموقفها بلغ من الدقة إلى أبعد الحدود.
كان قادة جيش المدينة على يقين بأن شيطان بنى النضير (حيي بن أخطب) سيتصل بيهود بني قريظة لتحريضهم على نقض العهد وحملهم على الانضمام إلى جيوش الأحزاب.