للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[طاغية اليهود يتمرد]

وكان المرابي الكبير كعب بن الأَشرف الطائي (١) من أشد اليهود إيذاء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتظاهرًا بالدعوة إلى حربه.

كان كعب هذا من قبيلة طيء (٢) ثم من بني نبهان، وأُمه من بني النضير، وكان غنيًّا مترفًا ومن المشهورين بالجمال بين العرب.

ولما بلغه انتصار المسلمين فہى بدر قال ... إنَّ بطن الأَرض خير من ظهرها.

وبالرغم من العهود والمواثيق التي عقدت بين المسلمين واليهود (والتي منها عدم مظاهرة قريش أَو تأْييدها) فإن كعبًا هذا نكث بالعهد، وخرج من المدينة يحرّض قبائل العرب على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويدعوهم إلى حربه، حتى وصل إلى مكة وأخذ يحرض قريشًا على المسلمھين، ويثير حفائظهم ويذكي حقدهم على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقد لجأَ هذا اليهودى الحاقد إلى كافة السبل لإثارة قريش، وحتى الأَشعار أذاعها يبكى فيها قتلى بدر من المشركين والتي قال فيها يبكي أَصحاب القلب:

طحنت رحى بدر لمهلك أهله ... ولمثل بدرٍ تستهل وتدمع

وعندما كان كعب هذا بمكة سأَله أبو سفيان بن حرب .. أَيّ


(١) تقدمت ترجمته في كتابنا (غزوة بدر).
(٢) طئ (بفتح الطاء) قبيلة عظيمة من قبائل كهلان، من القحطانية، تنتسب إلى طئ بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان، كانت منازهم باليمن، ثم رحلوا عنها إلى نجد وانتشروا لكثرتهم في الحجاز والشام والعراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>