للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبشران المسلمين بالنصر، وسمع كعب هذا أسماء زعماء قريش وقادتها الذين صرعوا يوم بدر قال في حنق وغيظ:

أحق هذا؟ أترون محمدًا قتل هؤلاء الذين يسمى هذا الرجلان - يعني زيدًا وابن رواحة - فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها (١).

[التحريض على المسلمين]

وبالرغم من المعاهدة المعقودة بين المسلمين والتزام اليهود بموجب هذه المعاهدة: عدم تأييد أو مد يد العون لقريش عدو المسلمين رقم واحد .. وبالرغم من أن اليهود لم يروا من المسلمين قبل بدر أو بعدها إلا الوفاء بالعهد وعدم إيصال أي أذى إلى اليهود، فإن هذا الطاغية (كعب بن الأشرف) قد اغتلم الحقد والغدر في نفسه فضرب بكل العهود والمواثيق عرض الحائط، وصمم على الإنتقام من المسلمين بغيًا وحسدًا ليس إلا.

[الطاغية في مكة]

ولعجزه عن القيام (منفردًا) بأي عمل عسكرى حاسم ضد المسلمين، فقد خرج من المدينة بقصد تحريض قبائل العرب على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحشدهم ودعوتهم إلى شن الحرب على المسلمين، وقد وصل في جولاته التحريضية إلى مكة معقل قريش، فقابل زعماءها (وكانوا له أصدقاء)


(١) ابن هشام ج ٢ ص ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>