تحيط به من كل جانب .. ويشعر بأن المسلمين هم قاب قوسين أو أدنى من الفناء أو الاستسلام لعدوهم الجبار المحاصر بدون قيد ولا شرط (لولا الإيمان الذي حصنهم الله به وجعله أقوى سلاح يواجهون به عدوهم الذي يفوقهم في كل شيء مادى أضعافًا مضاعفة).
[ليالى الرعب المخيفة]
فقد ارتفع ضغط عوامل البلاء والكرب ضد الجيش الصغير المحصور إلى درجة لم يكن لبشر أن يتحملها.
ويهود بني قريظة الغادرين الخونة يتحفزون ويستعدون (في نشوة وفرح) لانقضاض على جيش المدينة الصغير الرابض في خوف وقلق وراء استحكاماته الدفاعية خلف الخندق.
وعوامل الطبيعة التي أبى الله إلا أن تكون (في تلك الليالى الفاصلة) على هذا الجيش الصغير الممتحن قاسية مزعجة، البرد القارص الشديد والجوع المضنى والنقص المخيف في الألبسة الواقية من البرد القاتل، والريح الهائجة ذات الصفير المزعج في الظلام الدامس .. والمنافقون يتسللون (لواذًا) من صفوف الجيش المحصور الممتحن، ويثيرون بأراجيفهم الخوف والفزع في النفوس تاركين محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وصفوة أصحابه الأوفياء القلائل في مهب العاصفة.