للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرجل الذي انتحر في جيش الإسلام]

قالوا: وذكروا للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن رجلًا كان بحنين قاتل قتالًا شديدًا حتى اشتدت به الجراح، فذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال من أهل النار، فارتاب المسلمون عن ذلك، ووقع في أنفسهم ما الله به عليم، فلما اشتدت به الجراح أخذ مشقصًا من كنانته فانتحر به، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا أن ينادى: ألا لا يدخل الجنة إلا مؤمنًا، وإن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر (١).

[الغنائم العظيمة]

وعقب انهزام هوازن في معركة حنين وقعت في أيدى الجيش الإسلامي كميات كبيرة من الغنائم والسبى وعلى شكل لم يسبق أن وقع مثله في أيدى الجيش الإسلامي. وهذا بيان تقريبى للغنائم والسبى.

٢٤٠٠٠ بعيرا.

٤٠٠٠٠ شاة.

٨٠٠٠ رأس من السبى.

[تجميد الغنائم حتى العودة من الطائف]

وعندما قرر الرسول - صلى الله عليه وسلم - مطاردة هوازن حتى الطائف أمر بتجميد الغنائم والسبى في الجعرانة وأسند أمر الإشراف على الغنائم والسبى ورعايته والاعتناء به إلى الزعيم الخزاعي الشهير، بديل بن ورقاء. فبقي السبى وباقي الغنائم مجمدًا ومتحفظ عليه في الجعرانة حتى عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حصار الطائف، وفي الجعرانة أعتق جميع السبى، وقسم الغنائم على الجيش. كما سيأتي تفصيله في موطنه من هذا الكتاب إن شاء الله.

[حصار الطائف]

يعتبر حصار الطائف من الناحية العملية الحربية امتدادا لمعركة حنين، ذلك أن ثقيفًا (وهم أهل الطائف) من أهم قبائل هوازن وأثقلهم وزنًا بل يمكن اعتبارهم العمود الفقرى لجيش هوازن في معركة حنين الفاصلة، فقد دل


= ص ٧٩ ومغازي الواقدي ج ٣ ص ٩١٥ - ٩١٦.
(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>