للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها إكليلًا وقطعت أذنيه وجدعت أنفه ثم جعلت ذلك كالسوار في يدها وقلائد في عنقها واستمرت كذلك حتى قدمت مكة (١).

وهذا عمل يمثل أحط أنواع الوحشية والهمجية والقسوة، ولا يستبعد صوره من امرأة موتورة كانت تدين دين الجاهلية.

قال ابن إسحاق .. ووقعت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجدعن الآذان والأنوف، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وأنفهم خدمًا (أي خلاخيل).

وأعطت خدمها وقلائدها وقرطها وحشيًّا غلام جبير بن مطعم وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تستسيغها فلفظتها (٢).

هند تفتخر شعرًا

ولقد استفز هند ما حققته غلطة الرماة لزوجها القائد العام أبي سفيان من نصر تعبوي على المسلمين فارتقت صخرة قريبة من المسلمين وصرخت بأعلى صوتها تخاطبهم شعرا متشفية قائلة:

نحن جزيناكم بيوم بدر ... والحرب بعد الحرب ذات سعر

ما كان من عتبة (٣) لي من صبر ... ولا أخي وعمه وبكري

شفيت نفسي وقضيت نذري ... شفيت وحشي غليل صدري

فشكر وحشيّ عليّ عمرى ... حتى ترم أعظمي في قبري


(١) نفس المصدر.
(٢) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٩١، لفظتها: طرحتها، لم تستسغها أي لم تقو نفسها على ابتلاعها.
(٣) عتبة بن ربيعة هو والد هند، قتلة حمزة برازًا يوام بدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>