للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك يذكر الإِمام ابن خلدون أن العمالقة كانوا حوالي ٢٠٠٠ ق م ملوكًا للشام وأن القبط استنصروهم. فسيطروا على مصر واستعبدوا القبط. فكان من نسلهم فرعون إبراهيم وفرعون يوسف وفرعون موسى. وإن فرعون إبراهيم اسمه (سنان بن الأشل) وفرعون يوسف اسمه (الريان بن الوليد) وفرعون موسى اسمه (الوليد بن مصعب). وهي أسماء عربية صريحة.

[العمالقة السكان الأصليون للشام]

وإذا كان هناك ما يشبه الإِجماع بين المؤرخين (من مختلف الأجناس) على أن ملكًا عظيمًا كان للعمالقة في الشام وما حواليها كمصر والعراق وجزيرة العرب منذ ٤٥٠٠ ق م فإن أحدا من المؤرخين (فيما وصل إلى علمنا) لم يضع أية قائمة لملوك هؤلاء العمالقة الموغلين في القدم، ولا جدولًا لسنى حكمهم التي استمروا طوالها ملوكًا على الشام. كما أن أحدًا من المؤرخين لم يذكر شيئًا مفصلًا ذا بال عن أعمالهم في الشام في تلك العهود السحيقة التي مضى على بدئها أكثر من خمسة آلاف سنة. اللهم إلا ما كان لأحفادهم من الأنباط والتدمريين الذين تحدث المؤرخون (وخاصة المغربيون) عن أعمالهم وعدد ملوكهم وسنى حكمهم بإسهاب وتفصيل.

إلا أن مما لا مشاحات فيه أن نسل العمالقة ظلوا (منذ آلاف السنين) حتى عهد آل أذينة من ملوك (تدمر) هم السكان الأصليين للشام. وأن ملوكًا من أعقابهم ظلوا يحكمون الشام كلها وأجزاء منها أحيانًا عبر أحقاب طويلة. كان الملك فيهم (على ما يبدو) بين مد وجزر إلى أن برزت من أعقابهم على مسرح التاريخ بروزًا كبيرًا إمبراطوريتان عظيمتان في الشام هما إمبراطورية (الأنباط) الذين جاء ذكرهم في التاريخ (كمحاربين) أول ما جاء في القرن السابع قبل الميلاد. وإمبراطورية آل أذينة الذين أخذ ذكرهم في الشهرة والنبوغ حوالي عام ٧٠ م إلى أن بلغوا ذروة المجد والسؤدد في أواخر القرن الثالث للميلاد في عهد الإِمبراطورة زينوبيا (الزباء) (١).


(١) انظر كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام) ففيه أوسع التفاصيل عن هاتين الإِمبراطوريتين العربيتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>