للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"إن اكتنفكم العدو (أَي أَحاط بكم) فانضحوهم بالنبل".

وبعد ذلك رجع إلى مقر قيادته وفي معيته مستشاره الأَمين الصديق الأَكبر (١)، ووقفت على مقر قيادته كتيبة الحراسة من فتيان الأَنصار بقيادة سعد بن معاذ.

ثم توترت الحالة واربد جو المعركة بدخان الموت، وأَخذت الصفوف تقترب من بعضها، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجلا على مصير المسلمين، لأَنه - أكثر من غيره - يقدر نتائج مثل هذه المعركة، ويعرف أَن هزيمة المسلمين معناها هزيمة الإِسلام إلى الأَبد.

لهذا لجأَ - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه وأَبلغ في الدعاء قائلا: اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة - يعني المسلمين - لا تعبد بعدها في الأَرض (٢).

[أول وقود المعركة]

وبعد أَن تواجه الفريقان وحضر الخصمان بين يدي الرحمن ضج الصحابة بصنوف الدعاء، إلى رب الأَرض والسماء سامع الدعاء وكاشف البلاءِ (٣).

وكان أول وقود المعركة هو أَحد فدائي المشركين .. الأَسود بن


(١) أبو بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو التيمي القرشي، أشهر من أن يعرف، خليفة رسول الله، ولد بعد الفيل بسنتين، كان أول من أسلم من الرجال، وفيه قال الرسول، من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبي بكر، تولى الخلافة بعد رسول الله، مات يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة.
(٢) البداية والنهاية ٣ ص ٢٧٢.
(٣) فقه السيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>