للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الأَسد المخزومي , كان رجلت شرسًا سيئ الخلق , فقد عاهد الله, ليشربن من حوض المسلمين أَو ليهدمنه أَو ليموتن دونه.

لذلك انقض من صفوف المشركين، متحديًا المسلمين، زاحفًا نحو الحوض ليبر بقسمه, ولكن حمزة بن عبد المطلب , أَسرع من صفوف ے المسلمين فاعترضه، وعاجله - قبل أَن يصل إلى الحوض - بضربة من سيفه، بترت قدمه مع نصف ساقه، فجثا في إصرار وعناد، وزحف نحو الحوض حبوًا ليبر بقسمه، ولكن حمزة رضي الله عنده (١) ثنى عليه بضربة أُخرى أَتت عليه وهو داخل الحوض.

فإن هذا المخزوي أَول قتيل في المعركة، وكان قتله بمثابة الفتيل التي أَشعل نار المعركة.

فقد خرج بعد ذلك من صفوف المشركين ثلاثة من فرسان قريش وخيرة محاربيهم، ومن عائلة واحدة، وهم:

شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وابنه الوليد، وكلهم من أَبناء عبد مناف جد النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وبعد أَن تمركز هؤلاء الأَمويون الثلاثة بين الصفين دعوا المسلمين إلى المبارزة, فسارع بالخروج إليهم ثلاثة من فتيان الأَنصار , وهم عوف ومعوذ أَبناء عفراء (٢) , وعبد الله بن رواحة (٣) وكما هي عادة


(١) هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثوبية مولاة أبي لهب، كان شجاعًا مهيبًا، وكان من السابقين الأولين في الإسلام، نصر رسول الله في كل موطن حتى استشهد في معركة أحد، قتله عبد حبشى واسمه وحشى، قذفه بحربة على بعد منه، فأصابت ثنته وخرجت من بين رجليه رضي الله عنه.
(٢) معوذ وعوف أبناء عفراء الخزرجيين استشهدا يوم بدر واشترك معوذ في قتل أبي جهل.
(٣) هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الخزرجى الأنصاري أحد السابقين إلى الإسلام=

<<  <  ج: ص:  >  >>