بالفعل التحرك لضربهم من الخلف مساندة للغزاة وقيامهم بمد هؤلاء الغزاة بالتموينات.
وعلى هذا فإن معركة الأحزاب عندما انتهت بذلك النصر المؤزّر للمسلمين على المشركين باندحارهم وانسحابهم خائبين لم يحققوا شيئًا من أهداف غزوهم ... هذه المعركة عندما انتهت باندحار المشركين، إنما انتهت (فقط) بالنسبة لجناحين من أجنحة ذلك الاتحاد الوثني اليهودي، وهما جناحا قريش وغطفان اللذين انشمرت حشودهم الضخمة من حول المدينة وعادت إلى ديارهم مجللة بعار أشنع هزيمة في تاريخها العسكري الطويل، بعد حصار رهيب مزعج مخيف دام شهرًا كاملًا.
[تصفية الحساب مع اليهود]
أما الجناح الثالث من أجنحة هذا الاتحاد المخيف الذي يمثله يهود بني قريظة الذين سجلوا بصنيعهم ذاك أخس وأشنع جريمة في تاريخ الخيانة والغدر فلم ينته الحساب معه بعد.
لقد كان بنو قريظة يتوقعون من الجيش الإسلامي هذا الحساب الذي ما كانوا يشكون لحظة في أنه سيكون حسابًا عسيرًا يتناسب وفظاعة الجريمة التي ارتكبها هؤلاء اليهود ضد هذا الجيش الذي لم يروا من قائده الأعلى وكافة زعمائه وأفراده إلا الصدق والبر والوفاء بالعهد.
ولذلك فقد اعتصم هؤلاء اليهود الغادرون بحصونهم، يرتجفون فزعًا من المصير المرعب الذي ينتظرهم على أيدى المسلمين جزاء