للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غدرهم وخيانتهم التي قاموا بها ضد المسلمين في ذلك الظرف الحرج الذي بلغت فيه حالة المسلمين أقصى درجات الخطورة، والذي فيه -بدلًا من أن يفى هؤلاء اليهود بالتزاماتهم العسكرية نحو المسلمين فينضموا بأسلحتهم ضد جيوش الأحزاب الغازية الباغية، كما تفرض عليهم اتفاقية الدفاع المشترك المعقودة بينهم وبين المسلمين (١) - استداروا بأسلحتهم وحاولوا طعن المسلمين من الخلف بغية التعجيل بالقضاء عليهم.

مع أن هؤلاء اليهود لم يروا من النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه -منذ تم التحالف بين الفريقين- إلا الصدق والبر والوفاء، ولكنه الغدر السابح في دماء هؤلاء اليهود الذين هم أئمته وأساتذته في كل عصر وزمان.

غير أن تصفية الحساب مع هؤلاء اليهود الغادرين، كانت على قدر الرصيد، فقد كان مستوى العقوبة في مستوى الجريمة.

ذلك أن جريمة غدر اليهود وخيانتهم إذا كانت قد بلغت غايتها في الفظاعة والبشاعة، فإن نتيجة محاكمتهم على هذه الخيانة كانت غاية في الشدة والصرامة ... جزاءًا وفاقًا.

ويظهر من سير الحوادث أن النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - كان يفضل إعطاء جيشه قسطا من الراحة قبل الزحف على معاقل الغدر والخيانة في بني قريظة لمحسابتهم.


(١) انظر أهم بنود هذه المعاهدة في كتابنا (غزوة أحد) ص ٣٤ وما بعدها، انظر بنود هذه المعاهدة مفصلة في كتاب (الوثائق السياسية) للدكتور محمد حميد الله ص ١ وما بعدها، وسيرة ابن هشام جـ ١ ص ٥٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>