التعصب ليهود خيبر الذين هم عدو محارب للمسلمين الذين يقع أبو الشحم اليہهودي تحت سلطانہهم وفي قبضة أيديهم بحيث يستطيعون إنزال ما يريدون به من عقاب دون أن يجد من يحميه.
ولكن ما الذي حدث؟ لقد سخر هذا اليهودي من قوة المسلمين الذين هو في ذمتهم وتحت سلطانهم، وعظم من قوة يهود خيبر وتمني لهم النصر على المسلمين، وخوّفهم بعددهم وعديدهم حتى أغضب أحد جنود الإسلام، وعندما رفع هذا الجندي (أبو حدرد) أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتخذ ضد هذا اليهودي أي إجراء، بل أمر الجندي المشتكي بأن يدفع إلى اليهودى ما عليه له من دين قائلًا: أعطه حقه.
فهل يرى أدعياء الديمقراطية في هذا العصر (شرقيين كانوا أم غربيين) أنهم يستطيعون معاملة من يخالفهم في العقيدة والمذهب والاتجاه ممن هو تحت سلطانهم معاملة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - لهذا اليهودى (أبي الشحم) وخاصة إذا ارتكب هذا المخالف شيئًا مما ارتكبه أبو الشحم؟
لا أظن أن أحدًا (وخاصة من أدعياء الديمقراطية في المعسكر الاشتراكي) يستطيع الاقتراب مجرد الاقتراب (في معاملته للخصوم) من المعاملة الشريفة التي عامل بها نظام الإسلام الحكيم مثل هذا اليهودى من الخصوم والمخالفين.
[يهود المدينة والتجسس على المسلمين]
ولم يكتف يهود يثرب بالتعبير عن عطفهم على عهود خيبر والتعصب لهم، بل بلغت بهم الجرأة إلى أن يتجسسوا على المسلمين لحساب يهود خيبر، فقد بعثوا بأعرابى من أشجع استأجروه ليحمل إلى قادة يهود خيبر كل ما يحتاجون من معلومات عن الجيش الإسلامي ويطلبون منهم الصمود في وجه المسلمين، وقد وقع هذا الجاسوس في قبضة دورية للجيش الإسلامي كانت تقوم بالاستطلاع، كما سيأتي تفصيله في موضعه أن شاء الله.