للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت عيون بني ثعلبة قد أَبلغتهم بتحرك هذه الدورية نحوهم وأنها تقصد ديارهم فاستعدُّوا لها وكمنوا وأعدوا (للإحاطة بهم) مائة رجل.

فلما وصل ابن مسلمة بدوريته إلى (ذي القصة) لم يجد أحدًا فاستراح بأَصحابه فأَخذهم النوم، ولم يشعر إلا بمائة من فرسان بني ثعلبة يحيطون بهم من كل جانب، فثار الصحابة إلى سلاحهم وأخذوا يرامونهم بالنبل ولكن دون جدوى، فالكثرة تغلب الشجاعة كما يقولون.

فقد هجم المشركون على الصحابة فأَبادوهم عن بكرة أَبيهم أَما قائد الدورية (محمد بن مسلمة) فقد وقع جريحًا فضربوا كعبه فلم يتحرك، فظنوه قد مات فتركوه بعد أَن أخذوا كل خيلهم وأَسلحتهم وحتى الثياب جرَّدوهم منها ثم انصرفوا.

غير أَن رجلا من المسلمين مر بابن مسلمة وأَصحابه، فلما رآهم صرعى استرجع فلما تأَكد ابن مسلمة بأنه مسلم تحرك، وهنا حمله الرجل حتى ورد به المدينة، حيث عولج من جراحه حتى شفى.

-٦ -

حملة ذي القصة أيضًا .. سنة خمس من الهجرة .. شهر ربيع الآخر

وسبب القيام بهذه الحملة، هو أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلغه أَن بني محارب وبني ثعلبة وأنمار (١) قد تحركوا إلى منطقة تغلبين والمراض (٢) التي


(١) بني محارب وأنمار، بطنان من قبائل نجد العدنانية، ويتصل نسبهما بأسد بن ربيعة بن نزار، أما ثعلبة فيظهر أنهم من غطفان: بنو ثعلبة بن قيس، (انظر معجم.
(٢) تغلبين والمراض: موضعين يقعان على حدود بلاد نجد ناحية غطفان.

<<  <  ج: ص:  >  >>