تبعد عن المدينة ستة وثلاثين ميلا، تحركوا للإغارة على سرح المدينة (١) الذي كان يرعى بها على بعد سبعة أَميال من المدينة بغية نهب هذا السرح والاستيلاء عليه.
لذلك سارع النبي - صلى الله عليه وسلم - فبعث (على جناح السرعة) بكوكبة صغيرة من الفرسان قوامها أربعون فارسًا بقيادة أَبي عبيدة عامر بن الجراح ليحموا السرح ويصدوا المشركين عنه.
فتحرك أَبو عبيدة بكوكبته مسرعًا بعد صلاة المغرب، فوصل بفرسانه إلى ذي القصة مع عماية الصبح فوجد المشركين هؤلاء يتحفزون (فعلا) للإغارة على السرح فهاجمهم (بطريقة مباغتة لم يتوقعوها) ففروا هاربين في الجبال، وأعجزوا (بهربهم) أَبا عبيدة ورجاله إلا أنه تمكن من أَسر رجل واحد منهم، كما استولى رجاله على بعض الإبل التابعة لهم وغنموا بعض أمتعتهم التي تركوها عندما هربوا.
وقد عاد أَبو عبيدة برجاله إلى المدينة ومعه الأَسير والغنائم أَما الأَسير فأَسلم، فأَطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - سراحه، وقسم النبي - صلى الله عليه وسلم - الغنيمة بين الأَربعين فارس بعد أَن خمسها كالمتبع أَي أَخذ خمسها للمصالح العامة.
(١) السرح (بفتح السين مع تشديد) وسكون الراء، كناية عن الإبل التي تنفش في المراعي لترعى.