الحفريات في الشام من ذكر ضريح لعاد (إرم ذات العماد) وما قاله عنهم المؤرخ الشهير (بطليموس) كما تقدم.
ورغم بعض الاضطراب الذي يعتور حديث الإخباريين عن الكيفية التي ملك بها قوم عاد الشام، فإن هناك ما يشبه الاتفاق بين المؤرخين الإِسلاميين واللاتينيين واليونان على أن هناك وجودًا كان لعاد في الشام، لا سيما بعد العثور على الآثار التي أظهرتها الحفريات في فلسطين والأردن والدالة على الاسم الذي يطابق الاسم الذي أطلقه القرآن عليهم وهو اسم (إرم).
ولا ينفى كون الحفريات أثبت وجود اسم عاد (إرم) مكتوب على الآثار في فلسطين والأردن وهي (حسب التقسيم الجغرافي القديم) جزء من الشام. . لا ينفى أن تكون هناك آثار أخرى مكتوبة في مناطق أخرى من الشام كمنطقة (دمشق) التي ذكر بعض الإِخباريين العرب أن ملوك عاد (العرب) هم الذين أول من أسسها وبناها. . لا ينفى أن تكون هذه الآثار الدالة على وجودهم موجودة ولكن التنقيبات لم يعثر القائمون بها على شيء منها حتى الآن. وقد يعثرون في المستقبل عليها. كما عز عشاق البحث عن الآثار. عن مدن عظيمة في أمريكا الجنوبية وبعض مناطق آسيا يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
[المدة التي ملكت عاد الشام فيها]
أما المدة التي استمرت فيها الشام في ظل ملوك (عاد) فلم نر فيما بين أيدينا من مصادر إسلامية أو غير إسلامية ممن أشاروا إلى وقوع الشام ضمن دائرة الجبابرة من ملوك (عاد) - لم نر أحدًا في هذه المصادر، ذكر المدة والتاريخ اللتين خلالهما استمر ملوك (عاد) حكامًا للشام. وكل ما وجدناه في هذه المصادر هو الإِشارة فقط إلى عناصر من أجيال (عاد) كانوا قد ملكوا الشام.
وبما أن بحثنا في هذا التمهيد. إنما هدفه إيضاح الصلة الوثيقة القديمة التي كانت للعرب بالشام قبل الإِسلام بعدة قرون مما يؤكد أن الشام كانت