للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحجر فكسر أنفه ورباعيته وشجه في وجه فأثقله، فتفرق عنه أصحابه، وجعل - صلى الله عليه وسلم - يدعوا الناس: (إليّ عباد الله إليَّ عباد الله) فاجتمع إليه ثلاثون رجلًا، فجعلوا يسيرون بين يديه، فلم يقف أحد إلا طلحة بن عبيد الله وسهل بن حنيف (١) (لعل هذا كان قبل أن يتكتل الأبطال الآخرون حول رسول الله).

[بطولة نادرة]

ومن الذين أبلوا بلاء حسنًا وأظهروا بطولة نادرة في الدفاع عن الذات النبوية الحبيبة ساعة المحنة، أبو دجانة الأنصاري (٢) الذي أعطاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - سيفه في بداية المعركة.

فقد كان أبو دجانة من الخلصاء الأبطال الذين ثبتوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة الشدة، فقد أقام أبو دجانة هذا من نفسه سورًا ليقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقع سهام العدو المنهالة عليه، فقد ترس بنفسه دونه معرضًا جسمه لسيل نبال العدو المنهمر من أقواس المشركين.

وقد ذكر المؤرخون أن نبال المشركين المصوبة نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كانت تقع في ظهر أبي دجانة البطل وهو مسور بنفسه على رسول الله، وكان لا يأبه لها مع أنها تغرز في ظهره بكثرة حتى أن بعض المؤرخين شبه ظهر أبي دجانة (لكثرة السهام المزروعة فيه ساعة وقوفه دون رسول الله) بظهر القنفذ.


(١) البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٣.
(٢) تقدمت ترجمته في أول هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>