للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسيب سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: نثل لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنانته يوم أحد وقال, ارم فداك أبي وأمي.

وفي صحيح البخاري عن علي كرم الله وجهه قال: ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك (يعني سعد بن أبي وقاص) فإني سمعته يقول: (يوم أحد): يا سعد إرم فداك. أبي وأمي (١).

ومن الرماة الأبطال الذين ناضلوا المشركين (دفاعًا عن رسول الله ساعة تعرضه للخطر) سهل بن حنيف (٢) ...... كان سهل هذا قد بايع الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الموت يوم أحد، فلما شتتت الهزيمة سواد الجيش الإسلامي، ثبتت مع الخلصاء الأصفياء بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم واسترخص روحه في سبيل الدفاع عنه.

فقد وقف يناضل عن رسول الله بالنبل نضالا شديدًا، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول (وسهل يناضل أمامه): نبّلوا سهلا (أي موّنوه بالنبل). وذكر ابن كثير أن سهلًا هذا كان أحد القلائل الذين ثبتوا مع الرسول ساعة الانتكاسة, فقد نقل عن ابن جرير أن ابن قمئة الحارثي


(١) البداية والنهاية ج ٤.
(٢) هو سهل بن حنيف بن وهب الأنصاري الأوسي، كان من السابقين في الإسلام، شهد بدرًا مع الرسول، وشهد المشاهد كلها مع النبي، آخى النبي بينه وبين علي بن أبي طالب، كان له المقام المحمود في الدفاع عن النبي يوم انهزم الناس عنه، ولاه أمير المؤمنين على البصرة، وشهد معه حرب صفين ضد معاوية، روى له البخاري ومسلم ٤٠ حديثًا، مات بالكوفة في خلافة علي سنة ٣٨ هـ وصلى عليه أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه).

<<  <  ج: ص:  >  >>