أما السبعة الباقون من رجال ونساء، فقد شملهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعفوه وذكر بعضهم أن القينة فرنتى قتلت يوم الفتح. ولكن السهيلى عقب على ذلك وقال: إنها أسلمت. فعفى عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وبهذا يكون الذين أعدموا يوم الفتح - مستثنين من العفو العام الذي أعطاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان أهل مكة - ثلاثة رجال فقط، قتلوا لجرائم استحقوا لها القتل.
وسيأتي فيما يلي من هذا الكتاب (إن شاء الله) تفصيل قصص العفو عن هؤلاء ودخولهم في الإِسلام وخاصة صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل اللذين أعز الله الإِسلام بهما فيما بعد.
[الرسول القائد يعسكر عند الحجون]
كانت مكة (كما قلنا فيما مضى) هادئة عندما دخلها الجيش النبوي بفرقه الأربع، باستثناء الناحية الجنوبية التي لقى فيها خالد بن الوليد بعض المقاومة فسحقها في الحال.
أما بقية المناطق فلما يحدث فيها أي قتال، حيث سيطر عليها القادة الثلاثة دون أن يعترضهم أحد وهؤلاء القادة هم: الزبير بن العوام .. وقيس بن سعد بن عبادة. وأبو عبيدة بن الجراح.
غير أن الهدوء التام شمل جميع أنحاء مكة عقب سحق خالد بن الوليد قوات المقاومة القرشية في الخندمة. حيث ألقى المقاومون السلاح واعتصموا بمنازلهم، أو المسجد، أو منزل أبي سفيان بن حرب، مستفيدين من المرسوم النبوي، الذي يعطى الأمان المطلق لكل من أغلق بابه أو التجأ إلى المسجد أو اعتصم بدار أبي سفيان. وبهذا استمر منع التجول في مكة نافذ المفعول. حتى سيطر الجيش النبوي على مكة سيطرة تامة .. بعدها أخذ أهل مكة يفدون إلى المسجد ليسمعوا القرار النبوي النهائى بشأن مصيرهم كأمة مغلوبة.