للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر قائد هذه الحملة أَن لا يتعرّض لنساء بني كلاب بالسبي إذا ما ظفر بهم في حملته.

وقد تحرك (ابن مسلمة بهذه الحملة العسكرية، وكان يكمن النهار ويسير بالليل حتى أَغار على بني بكر بن كلاب في ديارهم بعد أَن باغتهم، فأَبدوا بعض المقاومة، إلا أَنهم هربوا في النهاية بعد أن تركوا عددًا من القتلى (قال في السيرة الحلبية: إنهم عشرة).

قال ابن سعد في (طبقاته الكبرى): كان بنو بكر ينزلون البكرات بناحية ضريَّة، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن مسلمة أن يشن عليهم الغارة، فسار الليل وكمن النهار، وأَغار عليهم فقتل نفرًا منهم وهرب سائرهم، واستاق خمسين بعيرًا وثلاثة آلاف شاة.

قال ابن سعد: وفي هذه الغزوة لم يعرض المسلمون للظعن (أَى النساء) وقد قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الغازين الغنيمة بعد تخميسها فعدَّلوا الجزور (واحدة من الإبل بعشرة من الغنم)، وقد استغرقت هذه الحملة من الوقت تسع عشرة ليلة (١).

[سيد حنيفة في الأسر]

ويقول المؤرخون: إن هذه السرية التي يقودها محمد بن مسلمة، قد أَسرت (وهي في طريقها) سيدًا من سادات بني حنيفة وهو (ثمامة بن أُثال الحنفي).


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ (ص ٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>