للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمع (أي المزدلفة) فنزل قريبًا من النار التي على قزح، فلما طلع الفجر صلى الفجر، ثم وقف، فلما أسفر الصبح دفع إلى منى، وكان يقول في وقوفه: أيها الناس أسفروا، أيها الناس أسفروا، فكان يسير العنق حتى انتهى إلى محسر فأوضع رأحلته، فلما جَاوز وادي محسر عاد إلى مسيره الأول، وعندما وصل منى رمى جمرة العقبة بسبع حصيات، ثم رجع إلى النحر فنحر ثم حلق، ثم خطب يوم افحر (وهو يوم العيد) على راحلته، وبعد ذلك أكمل مناسك الحج الباقية ثم رجع المدينة.

الإِنذار الذي تلقاه المشركون:

وفي يوم النحر (وهو يوم الحج الأكبر) وقف مبعوث النبي - صلى الله عليه وسلم - الخاص علي بن أبي طالب، عند جمرة العقبة - حيث مكان تجمع للحجيج - فأبلغ المشركين - وكانوا يحجون حتى تلك السنة وهي التاسعة من الهجرة - أبلغهم المقرارات التي اتخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - حسب أمر الله تعالى والتي تتلخص في:

١ - منع أي مشرك أن يحج أو يقرب المسجد الحرام بعد ذلك العام.

٢ - الحظر حظرًا تامًّا على أي إنسان أن يطوف بالبيت وهو عريان، وكان من طقوس الوثنيين الشائنة أن يطوفوا بالبيت وهم عريانين تمامًا رجالا ونساء.

٣ - منح المشركين الذين لا عهد لهم مع المسلمين، منحهم مهلة أربعة أشهر يكونون فيها أحرارًا في اتخاذ القرار النهائى الذي يروق لهم، فعليهم إما أن يدخلوا في الإسلام أو يغادروا جزيرة العرب إلى أي مكان شاعوا، وإلا فليستعدوا للقتال، حيث لم يعد (بعد هذه المدة) مكان للشرك والمشركين في الجزيرة العربية. أما الذين بينهم وبين المسلمين معاهدة فإن لهم حق البقاء في الجزيرة حتى ينتهى أمد المعاهدة، وبعد ذلك يطبق عليهم قانون التخيير بين الدخول في الإسلام أو مغادرة الجزيرة أو القتال.

وكان هذا الإنذار إلى المشركين قد جاء نتيجة نزول أربعين آية من سورة (براءة) نزلت على رسول الله تضمنت هذا الإنذار.

<<  <  ج: ص:  >  >>