للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه، فقد قررات قريش إرسال وفد إلى أبي طالب ليبلغه احتجاجها الشديد على ما يقوم به ابن أخيه النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من عيب لآلهتها وتحقرها لأوثانها، وقد فوض برلمان مكة أعضاء هذا الوفد بأن يحذر عميد الأسرة الهاشمية (يوم ذاك أبا طالب) من حرب أهلية قد يندلع لهيبها إذا ما استمر ابن أخيه في دعوته القائمة على هدم الوثنية ونبذ الأصنام، واستمر هو (أي أبا طالب) في حمايته لابن أخيه وسكوته على ما يقوم بهه من نشاط معاد لدينهم.

[وفد قريش عند أبي طالب]

وفعلًا اجتمع وفد دار الندوة بعميد الأُسرة الهاشمية بمقره في نادى بني هاشم.

وعلي مسمع من أقطاب أسرة بنى عبد مناف تكلم رئيس الوفد وقال:

يا أبا طالب .. إن لك سنًّا وشرقًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين"، أو كما قال له.

ولقد أثَّرت كلمات هذا الإنذار الشديد على أبي طالب تأثيرًا كبيرًا، ودب عند سماعها ضعف الشيخوخة في نفسه فكاد يرضخ للإنذار.

فقد بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولما حضر أبلغة خبر الوفد الذي جاء إليه بشأنه، وحدّثه عن الإنذار الشديد الذي تبلغه من قبائل قريش على لسان ذلك الوفد، ثم قال له طالبًا منه الكف عن عيب آلهتهم: "فأبْقِ علي وعلى نفسك ولا تحمّلني من الأمر ما لا أُطيق".

<<  <  ج: ص:  >  >>