للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اضطر كثيرًا من غير المسلمين إلى التظاهر بالإسلام مع الانطواءِ على بغض الإسلام وإضمار الكيد للمسلمين.

وفي مقدمة هؤلاء رأْس النفاق عبد الله بن أُبى بن سلول (١) الذي نصح أَصحابه - بعد معركة بدر - بأَن يعلنوا إسلامهم حين قال مشيرًا إلى اشتداد شوكة المسلمين - بعد معركة بدر - هذا أَمر قد توجه (أي استمر) فلا مطمع في إزالته، ثم أعلن إسلامه، وتبعه على ذلك جميع أحزاب النفاق فتظاهروا بالإسلام.

ولكنهم مع هذا ظلوا في الباطن يتربصون بالإسلام الدوائر، وقد لجأَ هؤلاء المنافقون (في محاربة النبي وصحبه) إلى سلوك سبل الدس والمخاتلة، فظلوا يرسمون الخطط سرًّا للإيقاع بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وينتهزون الفرص لتفكيك وحدة أَصحابه وإضعاف قوتهم، كما هو مفصل في قصص المنافقين التي قصها القرآن وروتها أُمهات التاريخ.

[اليهود بعد المعركة]

على أنه إذا كانت هذه الفئة في المدينة وضواحيها من عبدة الأَوثان وقلة من اليهود، قد تظاهرت بالإسلام، وكفَّت عن معالنة النبي بالعداءِ


(١) هو عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد الخزرجى، أبو الحباب، المشهور بابن سلول -بفتح السين وضم اللام- وسلول جدته لأبيه، رأس المنافقين في الإسلام من أهل المدينة كان سيد الخزرج في آخر جاهليتهم، وأظهر الإسلام بعد وقعة بدر، تقية، ولما تهيأ النبي - رضي الله عنه - لوقعة أحد انخزل ابن أبي وكان معه ثلاثمائة رجل فعاد بهم إلى المدينة، وفعہل ذلك يوم التهھيؤ لغزوة تبوك، وكان كلما حلت بالمسلمين نازلة شمت بهم، وكلما سمع بسيئة نشرها، وله في ذلك أخبار، مات بالمدينة سنة تسع من الهجرة، وصلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان ابن الخطاب لا يرى ذلك، فنزلت {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ} [التوبة: ٨٤]: الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>