للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرج.

قال ابن القيم: وهناك سئل عمن حلق قبل أن يرمي؟ وعمن ذبح قبل أن يرمي؟ فقال: لا حرج. قال عبد الله بن عمرو بن العاص: ما رأيته - صلى الله عليه وسلم - سئل يومئذ عن شيء إلا قال: افعلوا ولا حرج (١).

وعن أسامة بن شريك، قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجًّا، وكان الناس يأتونه فمن قائل: يا رسول الله، سعيت قبل أن أطوف، أو أخرت شيئًا وقدّمت. فكان يقول لا حرج لا حرج إلا على رجل اقترض عرض رجل مسلم وهو ظالم، فذلك الذي هو حرج وهلك. رواه أبو داود. فلما أكمل - صلى الله عليه وسلم - نحره استدعى فحلق رأسه.

وبعد أن نحر هديه وحلق بمنى أفاض - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة على ناقته قبل الظهر راكبًا، فطاف طواف الإِفاضة وهو طواف الزيارة والرابع من أركان الحج، ولم يطف غيره ولم يسع معه لأنه قد سعى قبل طلوعه إلى عرفات وبقي على إحرامه لأنه ساق معه هديا ولكونه قارنًا، قال الإِمام ابن القيم: وهذا هو الصواب. أما بقية الصحابة الذين لم يكن معهم هدى فطافوا وسعوا لأنهم إنما أحرموا بالحج من رحالهم بظاهر مكة ولم يسع أحد منهم قبل الطلوع سعي الحج.

وبعد أن قضى طوافه أتى زمزم فضرب وهو قائم، وكان في طوافه هذا راكبًا وماشيًا، ثم رجع إلى منى وصلى بها الظهر يومئذ، ثم بات بها، وبعد أن زالت الشمس رمى الجمار الثلاث ومشى إليها جميعًا ولم يركب، وكان رميه لكل جمرة سبع حصيات واحدة بعد واحدة، وكان يقول مع كل حصاة: (الله أكبر).

[النبي يخطب ثانية بمنى]

وكان وخلفه المسلمون أهل مكة وغيرهم يصلي بهم قصرًا لا جمعًا.


(١) زاد المعاد ج ١ ص ٤٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>