للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهما صاحبه ضربة مميتة لم يقو على التحرك بعدها من مكانه، فمات شيبة مكانه، واحتمل علي وحمزة عبيدة إلى معسكر المسلمين، ومخ فخذه المبتور يسيل، وما لبث طويلًا أَن لفظ أَنفاسه الكريمة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١). وبينما كان يجود بنفسه - ورأسه علي قدمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يا رسول الله، لو رآني أَبو طالب، لعلم أَني أَحق بقوله:

ونسلمه حتى نصرع دونه ... ونذهل عن أَبنائنا والحلائل

[البداية السيئة]

كانت نهاية هذا المبارزة بداية سيئة للمشركين، حيث فقدوا في المرحلة الأُولى من المعركة ثلاثة من قادتهم وخيرة فرسانهم, فقد كان مصرع هؤلاءِ الفرسان الثلاثة بمثابة ضربة موجعة مثيرة.

[الهجوم العام]

لذلك استشاط المشركون غضبًا، وشدوا على المسلمين شدة رجل واحد - بعد أَن مهدوا لهجومهم بسيل منهمر من سهامهم، صبوه على صفوف المسلمين , ثم اندفعوا نحوهم وبهہذا اندلعت نيران المعركة ولمعت السيوف في النقع وكأَنها الكواكب تهوى في الظلام.

[المسلمون في موقف الدفاع]

وتلقى المسلمون هجوم المشركين وهم مرابطون في مواقعهم، كما


(١) مات عبيدة رضي الله عنه (والمسلمون عائدون إلى المدينة بوادى الصفراء).

<<  <  ج: ص:  >  >>