حادثة فردية ليس لها مثيل في تاريخ انتشار اليهودية وخاصة بعد التحريف والتبديل الذي طرأ على التوراة على أيدى بعض الأحبار في عهود الانحراف.
[يهود الجزيرة في نظر غيرهم من اليهود]
أما نظرة اليهود الآخرين إلى يهود الجزيرة، فقد كانت نظرة عدم رضا بل كانوا ينظرون إلى يهود الجزيرة العربية كفئة منحرفة ضالة، فقد جاء في تاريخ العرب قبل الإسلام ج ٦ ص ٨ (نقلًا عن ولفنسون في كتابه: تاريخ اليهود في بلاد العرب ص ١٣): أن يهود جزيرة العرب كانوا في معزل عن بقية أبناء دينهم وانفصال، وأن اليهود الآخرين لم يكونوا يرون أن يهود العربية ملكهم في العقيدة، بل رأوا أنهم لم يكونوا يهودًا، لأنهم لم يحافظوا على الشرائع الموسوية، ولم يخضعوا لأحكام التلمود، ولهذا لم يرد عن يهود جزيرة العرب شيء في أخبار المؤلفين العبرانيين.
[العرب والثقافة اليهودية]
لم يرو التاريخ (مطلقًا) شيئًا عن تأثر العرب بالثقافة اليهودية في المناطق التي سيطر عليها اليهود من الجزيرة بالرغم من أنهم كانوا يسيطرون على بعض المناطق (كيثرب وخيبر والشمال) سيطرة تامة عدة قرون طويلة.
بل إن الذي حدث هو العكس وهو أن اليهود، هم الذين تأثروا بالثقافة العربية وتخلوا (على مر العصور) عن كثير من خصائصهم