الانفرادية التي كانوا يمتازون بها ويحملون أنفسهم على المحافظة عليها محافظة شديدة في أي زمن أو مكان كانوا.
فقد صهرتهم الثقافة العربية بدلًا من أن تصهر ثقافتهم العرب وخاصة في مجال اللغة والشعر والأدب، وحتى الأسماء .. أسماء البطون والقبائل بل والأفراد، لم يقو اليهود على الاحتفاظ بطابعها العبرانى الإسرائيلى كما هي طبيعتهم في أي بلد اجنبي يسكنونه حتى الآن.
فأكثر أسماء الأفراد والبطون والقبائل اليهودية في جزيرة العرب (وخاصة في يثرب وخيبر والشمال) هي أسماء عربية صرفة، إذ لم يبق بين الفخائذ اليهودية في جزيرة العرب فخيذة واحدة يحمل اسمها الطابع الإسرائيلى ما عدا اسم واحد وهو اسم (زاعوراء) في يثرب كما تقدم عند ذكر اسماء القبائل اليهودية في يثرب.
أما الأسماء، فيفى للدلالة على صحة ما تقول هو أنه حتى أسماء أحبار اليهود وزعمائهم لم تستطع الاحتفاظ بملامحها العبرانية، فكل أسماء هؤلاء الأحبار والزعماء تحمل الطابع العربي الصرف، سلام بن مشكم، وسلام بن أبي الحقيق، وأبي عامر الراهب، وعبد الله بن صيفى، وعدى بن زيد، والحارث بن عوف، والزبير بن باطا. وكل هؤلاء يهود إسرائيليون، لم يقل أحد من المؤرخين أنهم عرب تهودا. ولو كانوا كذلك لأوضحه المؤرخون كما فعلوا عندما أكدوا عروبة كعب بن الأشرف اليهودى وأنه من قبيلة طي العربية.
وهذا يعني بالتأكد، أن اليهود الإسرائيليين هم الذين تأثروا بالثقافة العربية، حيث طغت هذه الثقافة في جميع المجالات على