للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا فإن إعدام عبد الله بن خطل إنما كان قصاصًا، ولأنه أيضًا مرتد، والمرتد يقضى قانون الإِسلام بإعدامه. ثم إن عبد الله بن خطل من الذين قاوموا الجيش النبوي يوم دخوله مكة.

[مقتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة]

أما كيفية مقتل عبد الله بن خطل. فقد قتل وهو متعلق بأستار الكعبة (١) اشترك في قتله سعيد بن حريث المخزومي (٢) وأبو برزة الأسلمي (٣) اشترك الاثنان في دمه (٤).

وكان عبد الله بن خطل، قد خرج على فرس له ليشارك في مقاومة قطعات خالد بن الوليد في الخندمة، ولكنه انهزم مع المنهزمين.

فقد جاء في كتب السيرة أن ابن خطل هذا أقبل جائيًا من مكة مدججًا في الحديد على فرس ذنوب (٥)، بيده قناة. وبنات سعيد بن العاص قد ذكر لهن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دخل، فخرجن قد نشرن شعورهن يضربن بخمرهن وجوه الخيل، فضربهن ابن خطل جائيًا من أعلى مكة. فقال لهن: أما والله لا يدخلها محمد حتى ترين ضربًا كأفواه المزاد، ثم خرج حتى انتهى إلى الخندمة، فرأى خيل المسلمين ورأى القتال، ودخله الرّعب حتى ما يستمسك من الرعدة، حتى انتهى إلى الكعبة فنزل عن فرسه، وطرح


(١) البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٩٩.
(٢) هو سعيد بن حريث بن عمرو بن عبد الله بن مخزوم، والمخزومى القرشي أسلم قبل الفتح. قال الواقدي كان أسن من أخيه عمرو بن حريث روى عنه ابن ماجه عن أخيه سعيد بن حريث قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من باع عقارا أو دارا ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه (الإصابة في تمييز الصحابة ج ٢ ص ٤٣) مات بالكوفة وقيل قتل بالحرة في عهد يزيد بن معاوية. قاله ابن عبد البر.
(٣) أبو برزة الأسلمي: اسمه نضلة بن عبيد الله بن الحرث. من السابقين في الإِسلام شهد فتح خيبر وما بعدها وساهم في الفتوحات في عهد الخلفاء الراشدين. غزا خراسان - وكان ممن شهد قتال الخوارج مع علي. وشارك في قتالهم مع المهلب في الأهواز في عهد عبد الملك. توفى بخراسان سنة أربع وستين وله من العمر حوالي السبعين سنة.
(٤) سيرة ابن هشام ج ٤ ص ٥٣.
(٥) قال في الصحاح: الفرس الذنوب (بفتح الدال) الطويل الذنب.

<<  <  ج: ص:  >  >>