حتى بعد عودة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حنين ومغادرته مكة راجعًا إلى المدينة. بل ظل عتاب أميرًا على مكة حتى توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي (بالاشتراك مع سهيل بن عمرو) هدد أهل مكة بالقتل إن هم حاولوا الارتداد عن الإسلام وذلك عنده ما ارتد أكثر العرب وشاعت شائعات في مكة بأن عناصر من أهلها يفكرون في الخروج من الإسلام. فرقى سهيل بن عمرو المنبر وقال:(يا أهل مكة لا تكونوا آخر الناس إسلامًا وأولهم ارتدادًا) وقال عتاب بن أسيد: (من تأخر عن حضور الصلاة في المسجد ضربنا عنقه أو كما قال).
[عدد القوات النبوية المتحركة إلى حنينن]
وعندما أكمل الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - حشد قواته وتعبئتها داخل مكة تحرك بها ناحية حنين الذي قررت هوازن أن يكون مكان المعركة الفاصلة بين المسلمين والمشركين.
أما عدد القوات النبوية في الجيش المتحرك إلى حنين فقد بلغ اثنى عشر ألف مقاتل. عشرة آلاف من أهل المدينة وعناصر مختلفة من القبائل العربية التي ساهمت في فتح مكة، وألفان من أهل مكة ممن أسلم بعد الفتح (١)، وفيهم بعض الذين بقوا على شركهم حتى انتهاء المعركة مثل (صفوان بن أمية) وكان البعض من أهل مكة ممن انخرط في سلك الجيش النبوي، لم يكن له هدف سوى المشاركة في الغنيمة إذا تم النصر للمسلمين والتشفي من النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خسر المعركة بل إن بعضهم لما انهزم المسلمون في المرحلة الأولى من المعركة جاء يبشر صفوان بن أمية وكان لا يزال مشركًا، فانتهره صفوان بشدة وأخبره أنه يفضل أن يرأسه رجل من قريش بدلًا من أن حكمه رجلًا من هوازن.
قال الواقدي: وخرج رجال من مكة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يغادر منهم أحلى على غير دين ركبانًا ومشاة ينظرون لمن تكون الدائرة فيصيبون من الغنائم لا يكرهون أن تكون الصدمة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وخرج أبو سفيان بن حرب في أثر
(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٨٨٩، وتاريخ الطبري ج ٣ ص ٧٣، وصبرة ابن هشام ج ٤ ص ٨٣ وجوامع السيرة ٢٣٨.