صداء (بضم الصاد) بطن من كهلان من القحطانية، وهم من أهل اليمن (معجم قبائل العرب ج ٢ ص ٦٣٦).
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عقب انصرافه من حنين سنة ثمان هجرية شكل قوة حربية قوامها أربعمائة، وأعطى قيادتهم لسعد بن عبادة وأمره بأن يغير بهم على بلاد صداء، فعسكروا في وادي قناة ثهال المدينة، فبلغ ذلك الحشد رجلًا من قبيلة صداء، فجاء سريعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - طالبًا منه تجميد الحملة بقيادة سعد بن عبادة قائلًا: جئتك وافدًا على من ورائى، فاردد الجيش وأنا لك بقومى، فردهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد صدق الرجل، فوفد من صداء على النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسة عشر رجلا فأسلموا وبايعوه على من وراءهم من قومهم، ففشا فيهم الإِسلام، فلما كانت حجة الوداع عام عشر، وافى النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم مائة رجل، وكان الرجل الذي ضمن للرسول - صلى الله عليه وسلم - إسلام قومه، فردَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الجيش، هو زياد بن الحارث الصدائي. فلما قدم بهم قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: يا أخا صداء إنك لمطاع في قومك.
- ٣٢ -
[وفد مراد]
مراد قبيلة قحطانية مذحجية يمانية من كهلان، وهم بنو مراد بن مذحج وهو مالك بن أدد، كانت بلادهم إلى جانب زبيد من اليمن، أما اليوم فقبيلة مراد تسكن جنوب شرقي اليمن وعاصمتهم (الجوبة) وهم في المثلث الواقع بين مأرب ورداع وحريب.
كان وافد مراد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو فروة بن مسيك، فأسلم وحسن إسلامه وولاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قومه مراد وزبيد ومذحج كلها، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص الأموي على الصدقة، فكان معه حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولما حدثت الردة في اليمن، ثبت فروة بن مسيك على إسلامه وساند المسلمين ضد الأسود العنسى وأنصاره المرتدين.