التوراة والقرآن، ونفذ الحكم فأعدم الزانيان اليهوديان - رجمًا - عند باب المسجد في المدنية.
[افتضاح اليهود في تلاعبهم]
وفي هذه المناورة التي قام بها اليهود سجلت الدعوة الإسلامية في معركتها مع هؤلاءاليهود نصرًا معنويًا عظيمًا عليهم، فكأنما بعملهم هذا سعوا إلى حتفهم بظلفهم.
وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما امتحنه اليهود بعرض هذه القضية عليه ليحكم فيها، عقد مجلسًا ودعا إليه أحبار اليهود، ثم طلب منهم إحضار التوراة وكلف أحد أحبارهم بتلاوتها (بحضور المترجم عبد الله بن سلام)، وكان يهوديًّا من أكبر زعمائهم هداه الله للإسلام.
ولقد كان فخًا أوقع أحبار اليهود فيه أنفسهم بإثارة هذه القضية على هذه النطاق، فقد كانت التوراة تنص على أن الرجم هو حكم الزانى المحصن، وكان اليهود يحرصون على أن لا يعلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، هذا الحقيقة التي كان (فعلًا) لا يعلمها، لأنه لا يقرأ ولا يكتب بالعربية لغة قومه فضلًا عن اللغة العبرانية.
وقد استمر الحبر في تلاوة التوراة، ولكنه عندما وصل إلى الآية التي تنص على وجوب رجم الزانى المحصن وضع يده عليها وأراد أن يتخطاها، ولكن عبد الله بن سلام - الذي يجيد اللغة العبرانية كأكبر أستاذ فيها - فضحه إذ دفع يده بعنف وخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قائلًا .. هذه يا نبي الله، آية الرجم يأبى (أي الحبر اليهودى) أن يتلوها عليك.