قال الضابط العراقي الكبير اللواء الركن محمود شيت خطاب في كتابه (الرسول القائد) عند تحليله العسكري لأسباب تماسك المسلمين بعد النكسة، قال (بعد أن علق على مهارة الرسول في اختيار الموقع المناسب لصف جنوده قبل المعركة).
إن كل ذلك على أهميته، لا يعتبر شيئًا بالنسبة لظهور عبقرية قيادته في أثناء القتال خلال الصفحة الثانية من معركة أُحد، حين طوَّق المشركون المتفوقون بالعدد (إلى خمسة أمثال المسلمين) قوة المسلمين القليلة، بعد أن انهارت معنويات الكثيرين منهم، لما تطاير خبر مقتل الرسول في المعركة، فلجأوا إلى الهضاب بعيدًا عن ساحة المعركة وبقى مع الرسول شرذمة قليلة من المسلمين، ثم قال اللواء خطاب:
لقد استطاع الرسول في هذا الموقف الحرج للغاية (بالنسبة للمسلمين) الموفق للغاية (بالنسبة للمشركين) أن يسيطر على أعصابه في معركة يائسة جدًّا، ويقود الباقين من المسلمين لشق طريقهم من بين القوات المتفوقة المحيطة بهم، ثم يحتل موضعًا مشرفًا ويقوم بإعادة تنظيم قواته الباقية ويعيد إليها معنوياتها ويصد بها هجمات مقابلة شديدة للمشركين، فيحيل الهزيمة الأكيدة الماحقة إلى نصر.
لأنه اضطر قريشًا إلى اليأس من القضاء على المسلمين، بعد أن كان فناء المسلمين أمرًا محتمًا، ثم اضطرهم إلى الانسحاب من المعركة بعد اليأس من إبادة المسلمين" اهـ.