للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثقافة اليهودية، حتى اللغة صارت (بالنسبة لهؤلاء اليهود) هي اللغة الرئيسية، لغة التخاطب لا فيما بينهم وبين العرب، بل فيما بين اليهود أنفسهم، أما اللغة العبرانية فقد استحالت إلى لغة ثانوية حيث حصرت في نطاق ضيق وهو نطاق دينهم فحسب. لا يجيديها غير كهانهم وأحبارهم، أما عامتهم فما كانوا يعرفون غير العربية، فلم يرد في شيء من كتب التاريخ أنهم كانوا يتحادثون باللغة العبرية ولو كانوا كذلك لذكره المؤرخون.

[الشعراء اليهود]

وبحكم صهر الثقافة العربية لهولاء اليهود وطغيانها على ثقافتهم طيلة قرون عديدة نسوا كيانهم الثقافى وأصبحوا (وهذا خاص برهبانهم فقط) لا يجيدون من الثقافة اليهودية غير لغة الدين، فأصبح طابعهم في مجال الفكر والشعر (مثلًا) لا يختلف عن الطابع العربي.

وبحكم البيئة العربية ابتلعهم خضم ثقافتها. نبغ بين هولاء اليهود شعراء مجيدون لا يختلفون في طابعهم العربي وجزالة إنتاجهم الشعرى عن كبار فحول الشعراء العرب الأصليين.

[السموأل بن عاديا]

ومن أبرز هؤلاء الشعراء اليهود السموأل بن عاديا الذي سارت بشعره الركبان، وهو من يهود تيماء في الشمال، وهو صاحب الحصن الأبلق والمشهور بالوفاء، ومن شعره تلك القصيدة اللامية المشهورة إلى صار كثير من أبياتها أمثالًا تضرب:

<<  <  ج: ص:  >  >>