للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غزوة الغاية (١) .. ربيع الأول سنة خمس الهجرة

كان عيينة بن حصن الفزاري من أَعظم الزعماء نفوذًا بين القبائل النجدية حتى إنه لذلك (ومع تهوره) كان مشهورًا بلقب (الأَحمق المطاع) لأَنه كانت تتبعه وتطيع أَمره عشرة آلاف قناة من فزارة وحدها، يوجِّه هذه الآلاف أينما شاء فيطيعونه دون أَن يسألوه: كيف، ولم؟ .

وكان عيينة هذا من أَلدِّ أعداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إنه (في غزوة الأَحزاب) كان قائد أَحد الأَجنحة الأربعة من القبائل النجدية التي اشتركت مع اليهود في حصار المدينة.

ولما كانت الحالة التي أَعقبت اندحار الأحزاب ومحزِّبيهم اليهود في غزوة الخندق، هي حالة حرب بين المسلمين وقبائل غطفان وفزارة، فليس من المستغرب أَن يقوم عيينة بل خصن الفزاري بالإِغارة على المسلمين وانتهاب أي شيء تابع لهم، ولا سيما وأن منازل فزارة (٢) أقرب المنازل النجدية إلى يثرب.


(١) الغاية .. قال في مراصد الاطلاع: هي الشجر الملتف، وهي موضع شمالي المدية تقع على بريد من المدينة، وقال في معجم البلدان: تبعد الغابة عن المدينة ثمانية أميال.
(٢) انظر ترجمة قبيلة فزارة في كتابنا (غزوة الأحزاب).

<<  <  ج: ص:  >  >>