للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النبي القائد في ديار قريظة]

ولذلك فإن عليًّا لما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلا من بعيد، ترك مقر كتيبة اللواء المرابطة حول حصون اليهود وانطلق -بعد أن أناب عنه في حمل اللواء وقيادة الكتيبة أبا قتادة الأنصاري (١) - انطلق مسرعًا نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستوقفه على بعد من حصون اليهود وطلب منه أن يقف بعيدًا عن هذه الحصون لئلا يتأذى بسماع ما فاه به اليهود من سب مقذع فيه وفي نسائه.

فقال على ... لا عليك يا رسول الله أن تدنو من هؤلاء الأخابث.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ... لعلك سمعت منهم لي أذى؟

قال .. نعم يا رسول الله.

فقال - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه وسلم ... لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئًا (٢).

ثم واصل الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - تقدمه نحو حصون اليهود تحيط به هيئة أركان حربه من صفوة أصحابه، حتى دنا من حصون قريظة الغادرة.

[حديث النبي مع اليهود وقت الحصار]

وهناك وحيث يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - كلام اليهود ويسمعون كلامه نادى نفرًا من قادتهم، فلما ظهروا في أبراج حصونهم قال لهم - صلى الله عليه وسلم -،


(١) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة أحد).
(٢) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>